مدونتي

وظيفة التقاعد

المحور: التقاعد

الكاتب: منى جواد سلمان

الموضوع: وظيفة التقاعد29 فبراير2016

إنها الساعات الأخيرة نحو (وظيفة التقاعد)

يومٌ كان لا بدَ أن يأتي.. وأتى!

29 فبراير 2016م. أجمل ما فيه أنه لن يعود قبل (3) أعوام

"المسؤولية" نحو المرحلة الجديدة في طريقها لأن تُوجِد؛ بشكل من الأشكال المتعارف عليه عند أغلب المتقاعدين. يسميها البعض حياة الرفاهية أوالمسؤولية تجاه ترفيه النفس! تتمثل هذه المسؤولية، كما سمعت وشاهدت في سلوك البعض، ببدء الصباح في ساعات متأخرة والذهاب إلى المقاهي أوالنوادي الرياضية وصالونات التجميل.... الخ. حتى الظهيرة، واستكمال رفاهية الحياة في جلسات السمر والحفلات الترفيهية والمحال والأسواق التجارية مساء..

هذا الإطار المتعارف عليه عند أغلب المتقاعدين (The Comfort Zone Is NOT Comfortable) حقيقة، جعلني أماطل في اتخاذ قرار الاستقالة، وأجاري معارك ضغوط العمل بكل أشكالها القاتلة لكيلا أصل لهذه (الرفاهية) التي ستحولني في وقت قريب إلى واحدة من ملايين المتقاعدين الذين يمثلون (رقم) في سجل التعداد السكاني.

اليوم وأنا أقترب من ساعة الصفر نحو التقاعد، ينتابني شعور بالقلق.. بل انقباض في الصدر، حيث التحول الجذري للحياة ليس بالأمر السهل.. فبعد أن اعتاد الجسد والفكر أن يباشر الحياة في كل صباح وعلى مدى عقود من الزمان، بدءً من مرحلة التعليم الأساسي والثانوي والجامعي، ومن ثم الوظيفي.... ليقف فجأة إلى مباشرة (لاشيء)!!.. مباشرة (الفراغ)! و(الخواء)!! إنه شعورٌ قاتل..

لذلك، قررت أن أبدأ نمطاً جديداً للحياة ضمن إطار جديد متناغم مع ظروفي ورغباتي.. قررت أن انتسب لـ(وظيفة التقاعد) والتي أعددت لها من يناير 2016م بوضع خطة تتسم بالشمولية والتكامل لمجالات (الرفاهية) بأهداف محددة ومؤشرات قصيرة المدى وأخرى طويلة. وأجندة تطبيق ومتابعة الخطة، تضمن حياة كريمة هانئة تواكب مستجدات الحياة ومتطلبات الحكومة الرشيدة في ترسيخ مفاهيم الحضارة. كما أشار إليها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي، حفظه الله، عندما خاطب فريق عملة في حكومة الإمارات، والذي تشرفت أن أكون ضمنهم، وأشار إلى أن العمل ليس مجرد وظيفة، بل وسيلة لبناء حياة ورفعة مجتمع ومفتاح لترسيخ الحضارة. هَأَنَذَا اليوم أضع في خطة (وظيفة التقاعد) أهدافاً تطوعية ومؤسسية وبنائية..

لأباشرها ابتداء من يوم غد 1 مارس 2016م

بذلك أكون قد أنصفت حياتي باستمرارية العطاء والخدمة ضمن وظيفة التقاعد الحرة، المفارقة بينها وبين الوظيفية السابقة أنه لا مسؤول يعتلي المقعد المستدير خلف مكتب فاخر ليقتل إبداعاتي ويعصرني في جوف معتقداته وكسله وفكره التقليدي.. وظيفة أنا سيدتها ومتخذة قراراتها. ارتفع بها وأرفع من حولي تحت شعاري الشخصي: امنح الآخرين أفضل ماعندك، الأفضل يعود إليك..

وفقنا الله وإياكم لخدمة الوطن