منى جواد تظفر بـ 11 جائزة تميز بقناعة «العمل عبادة»
بوجودكم أستحضر تاريخاً من العمل في الحقل التربوي، بدأته في العام 1986 معلمة فصل، ثم في 1990 أنهيت الدراسة الجامعية، وعملت اختصاصية اجتماعية لمدة ثلاثة عشر عاماً، وفي 2002/2003 ترقيت لوظيفة موجهة خدمة اجتماعية، وكُلفت بمهام إدارة الجوائز التربوية، وبدءاً من العام 2011م أصبحت رئيساً لوحدة التخطيط الاستراتيجي والتميز المؤسسي في منطقة الشارقة التعليمية.
بهذه الكلمات استهلت منى جواد سلمان رئيس وحدة التخطيط الاستراتيجي والتميز المؤسسي بمنطقة الشارقة التعليمية حوارها مع «العلم اليوم»، قائلة: أعشق متابعة برامج التميز، وتأهيل المتميزين للمشاركة في منافسات الجوائز في الدولة وخارجها، وأستمتع بتحليل معايير التميز للجوائز وتصنيفها.
كيف كانت بدايات الحياة المهنية؟
رغم أنني بدأت الحياة المهنية قبل سن العشرين، إلا أن أدائي اقترن بالتميز والتفرد، وكنت أسعد كثيراً حينما كانت مديرة المدرسة دلال عبدالواحد أول مديرة احتضنت مواهبي، تقول لي: (أنت ممتازة)، حين لم يكن لقب (المتميز) شائعاً آنذاك.
ارتبطت حياتي بالعمل الجاد والعطاء دون انتظار المردود لقناعة تامة أن العمل عبادة، فالعمل في الحقل التربوي يتطلب جهوداً مضاعفة، واستمرارية لما بعد ساعات الدوام الرسمي، فمهنة الأنبياء ليست كأي مهنة. وقد عملت تحت مظلة 6 مديرات مدارس و3 مديري مناطق، وترك كل منهم بصمة على شخصيتي، تمثل ثمرة أدائي وانطلاقي في سماء التميز.
ما الذي يميزك في المجال التربوي وكيف حققت التفوق في نيل الجوائز؟
قبل أن أخطو في طريق الجوائز تمرست في مجال التوثيق، فكنت أجمع كل مستند يصدر عني، وكل وارد يحمل اسمي، وكل فعالية ونشاط مدرسي أنظمه أو أشارك فيه. بدأتُ هذا السلوك المهني بينما كنت متدربة في برنامج التأهيل التربوي عام 1985م، فحرصت على توثيق الأداء مع أول مجموعة تخاطبني بمسمى (معلمتي).
وفي عام 1999م رشحتني مديرة المدرسة والموجهة الإدارية لدخول منافسات جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز في دورتها الثانية، وكانت جائزة حديثة غير واضحة المعالم؛ لكن شيئاً بداخلي كان يدفعني للبحث والسؤال لمواصلة إعداد الملف وتسليمه في الوقت المحدد. وقد نلت الجائزة في فئة الاختصاصي الاجتماعي المتميز.
وكانت الانطلاقة الأولى نحو الجوائز تلتها مشاركات عدة، واليوم أحمل 11 جائزة تميز أداء وإدارة المشاريع والقدرات الأدبية والفنية، إضافة إلى الفوز بمراكز متقدمة في العديد من المسابقات الوزارية والمجتمعية، منها: المسرح المدرسي، والقيم التربوية، وتصميم صفحات إلكترونية، وصحتي غدي المشرق، وصندوق الزواج.. وغيرها.
ومن الجوائز التي حصلت عليها: جائزة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات مجال الإبداع التربوي عام 2011، وفي عام 2010 اجتزت المنافسات على مستوى وزارة التربية لنيل وسام رئيس مجلس الوزراء في مجال الوظائف التخصصية، وعام 2008 حصلت على جائزة أفضل منسق لفعاليات الدورة العاشرة بجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، و2008 الجائزة الفضية في مجال الفن الرقمي بسلطنة عمان، و2007 جائزة الشارقة للعمل التطوعي.
وفي 2006 جـائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم مجال القصة القصيرة، و2004 جائزة مواطنون على دروب التميز، و2002 جائزة تحديات تكنـولوجيا المعلومات الـتربوية فئة أفضل مشروع إلكتروني، و2002 جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وفئة أفضل مشروع مطبق ضمن فريق عمل، وفي عام 1999 حصلت على جائزة يوم العلم السابع عشر فئة الاختصاصي الاجتماعي المتميز، وعلى جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليـمي المتميز أيضاً فئـة الاختصـاصي الاجتماعي المتميز.
التميز يبقى وهماً ما لم يكن ممارسة وأسلوب حياة
أنت اليوم رئيس وحدة التخطيط الاستراتيجي والتميز المؤسسي بالمنطقة، ما وجه الترابط مع الأدوار السابقة كمنسق للجائزة؟
أدوار تكميلية بلا شك، ولكن بتوسع في التطبيق.. فبينما كانت المسؤولية كمنسق الجوائز تتمحور في تفعيل برامج نشر ثقافة التميز وتأهيل فريق التميز والأفراد، توسعت في الوضع الجديد وتشعبت في أكثر من مجال وأصبحت تتجه نحو النهوض بالمؤسسة والمدارس التابعة ككل لتحقيق معايير التميز المؤسسي كمظلة شاملة لمفاهيم ومبادئ التميز، وهنا تكمن التحديات خاصة في ظل عدم توافر الموارد البشرية الكافية.
كيف عكست تميز أدائكِ في المجال الوظيفي؟
منذ بداية ظهور الجوائز التربوية وأنا أعمل على تأهيل وتشجيع المتميزين للمشاركة في الجوائز، وفي 2004 أطلقت موقعاً إلكترونياً ومنتدى خصصته لنشر ثقافة التميز، فكان ومازال أول وأكبر موقع لنشر ثقافة التميز وتأهيل المرشحين لاجتياز الجوائز التربوية.
وهو موقع المعالي بنطاقاته الثلاثة: (Alm3ally.net/ com/ ae). وعام 2006م أصدرت كتاباً تحت عنوان (دليل المتميزين في توثيق الأداء المهني) يعد الأول من نوعه في شرح آليات التوثيق وحالياً أعمل على إصدار النسخة المحدثة منه بعنوان (الاحتراف في التوثيق الإلكتروني)، وفي الحقيقة، إن فكرة تأهيل الآخرين في مجال التميز من أهم بواعث السعادة وتحقيق الاستقرار المهني في نفسي والرضا عن الأداء.
ما أهم البرامج والمشاريع التي طبقت وكان لها أثرها الإيجابي؟
في ظل قيادة متفهمة لمبادئ التميز بتعليمية الشارقة، نعمل بخطى ثابتة على إحداث التغيير بسلاسة ونضع خططاً أظهرت نتائج واضحة. ليس فقط على مستوى الميدان التربوي بل الموظفين أيضاً. وقد كانت هناك مشاريع تطويرية لتقييم الأداء وإرساء ثقافة التقييم الذاتي والمؤسسي بين العاملين في المنطقة والمدارس.
وفي مشاريع التميز، أطلقنا مبادرة (تمتين التميز) لرعاية المتميزين التي تمثل مظلة التميز على المستويات كافة. إضافة إلى ذلك أطلقنا مشروعين انبثقا من مبادرة تمتين التميز، الأول: (بطاقة المدير للموظف المتميز) ويهدف إلى تحفيز الموظفين وتهيئة بيئة الإبداع ورفع كفاءة تقديم خدمات للمتعاملين.
والثاني: مشروع (نقاط التميز) الذي يهدف إلى خلق بيئة تنافسية بين إدارات المدارس ورفع نتائج المنطقة التعليمية في الجوائز التربوية. وهناك جائزة رموز العطاء الخاصة بالمنطقة التعليمية، التي تتناغم مع جائزة الإمارات للأداء التربوي المتميز وتوجهات وزارة التربية.
كيف يتم تنسيق العمل مع 5 جوائز في الميدان التربوي، تتشابه في الفئات وتختلف في المعايير؟
بالنسبة للمعايير فلا فصل في مضامين معايير الجوائز، في نهاية المطاف تنحصر جميعها في أربعة محاور أساسية: التخطيط، والتطبيق، والتقييم، والتحسين. غير أن معايير التميز وفق النموذج الأوروبي للجودة أشمل وأعمل وأكثر تفصيلاً عن معايير الجوائز التربوية، وبالرغم من أن لكل جائزة طابعاً مختلفاً من حيث التقديم والعرض إلا أننا نركز على هذه الفوارق خلال ورش التدريب التي نعقدها للمستهدفين.
وتوضيح خصوصية كل جائزة وشروط القبول. وقد نفذنا هذا العام 19 ورشة تدريبية وملتقى، وحضر الملتقى أكثر من 400 تربوي على مستوى الدولة. كما نستفيد من خبرات المتميزين الحاصلين على الجوائز في الأعوام السابقة ليكونوا نواة دعم وإرشاد للمرشحين.
ما أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه عملكم؟
بشكل عام إرساء ثقافة التميز يتطلب إعادة برمجة المحيط لمواكبة معايير التميز، سواء أكان على مستوى أداء الأفراد أو على مستوى بيئة العمل، وذلك لا يتأتى إلا بقناعة ذاتية نحو التغيير.. (اعتبار معايير التميز عبئاً، اعتبار عمليات التوثيق رفاهية، عزوف المتميزين عن المشاركة في الجوائز التروية، نقص الدعم من بعض القيادات) كلها صعوبات تعرقل تحقيق التميز في أي مؤسسة. نحن لدينا على مستوى الدولة زخم من الأفراد المتميزين في الأداء خاصة في الميدان التربوي، لكننا أمام صعوبات (وهمية) تسّوِّف دخول التجربة. كما أن اعتبار مفاهيم التميز مهمات وظيفية وواجبات مهنية تنقطع بانتهاء اليوم الوظيفي، فإن ذلك يحد من مفهومية التميز ولا يحقق استراتيجية الدولة، فالتميز إن لم يكن ممارسة وأسلوب حياة فإن مخرجاته ستظل وهمية ومؤقتة.
أنا ونحن
أوضحت منى جواد سلمان أن منطقة الشارقة التعليمية توفر الدعم اللازم لتمكين العاملين من الوصول بفكر وثقافة التميز إلى الصفوف الأمامية في مختلف المستويات الوظيفية. وتضيف: إن ما نطمح إليه ونعمل على تعزيزه خلال المرحلة المقبلة، يتمثل في مأسسة العمل في الأقسام والوحدات التنظيمية والمدارس التابعة، إذ إن إدارة المنطقة تحث على العمل بروح الفريق.
والخروج من دائرة (الأنا) إلى دائرة (نحن) وتجويد الأداء والعمل ضمن مناخ من الرضا من أجل الوصول إلى مستويات أعلى من الكفاءة والإنجاز في دولة تطمح إلى الريادة، مع إدراك حقيقة أن الأداء المتميز سمة العصر، فلا مكان لغير المتميزين.
المصدر: جريدة البيـان